بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
كتب الله عز وجل على عباده المؤمنين عبادة الجهاد، وأخبرهم سبحانه بأنه كرهٌ لهم، فقال : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}[البقرة/216]، فالمشقة، والنصب، ومنازعة رغبات النفس، ومغالبة ثقلة الأرض التي تشدّها، والجوع، والعطش، والخوف، وإنفاق الأموال ونقصانها، وكثرة القتل، وتحمُّل الجراح والآلام، ومفارقة الأهل والديار، وزلزلة القلوب وغيرها، كلها صفات لصيقة بهذه العبادة بل هي جزءٌ منها : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرالصَّابِرِينَ}[البقرة/155]، وقال سبحانه : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[التوبة/120]
فبهذه وغيرها أصبح الجهاد (كرهاً) للنفوس التي جبلت على الجنوح إلى طلب السلامة، والركون إلى الدعة، والقنوع بالراحة، والبعد عن المخاطر، والميل إلى الإخلاد، فمقتضيات الجهاد ومتطلبات النفس غالباً ما تكون على طرفي نقيضٍ كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}[التوبة/38]، وقال سبحانه : {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة/24]، وقال سبحانه وتعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}[النساء/77]
فالجهاد يحتاج إلى التجرد له والنهوض بأعبائه، وتحمّل مشاقِّه، والمصابرة في أدائه، والنفس تأبى ذلك وتنحط إلى حضيض الأرض متشبثة بزخارفها، ومنكبة على متاعها، وراضيةً بزهرتها، ففي القتال أمامها الموت والأهوال، وفي الدنيا خلفها الولد والأموال، فإما أن تُرد إلى هذه أو تُشَد إلى تلك، فهي وإن كانت ما ستقدم عليه خير مما هي فيه إلا أن النفس مولعة بحب العاجل، فتريد كل شيء نقداً ولا تقبل النسيئة.
إمّا جهادٌ وإمّا ذلٌ فاختر!
ومن هنا نعلم سرَّ قول نبينا صلى الله عليه وسلم : [إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم] رواه أبو داود، وقد يُفهم من هذا الحديث أن الجهادَ يجب أن يكون المقدَّم دائماً، وليس لأحدٍ أن يتعالَّ في تركه بالاشتغال بأمرٍ من أمور الدنيا، فإن أمكن القيام بعبادة الجهاد مع الاشتغال بالزرع وممارسة البيع فذاكَ، وإلا فإن الاشتغال بعبادة الجهاد التي بها بقاء الحياة والحفاظ على الدين وحياطة حوزته هو المقدّم، قال الإمام ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- : [ولهذا كره الصحابة رضي الله عنهم الدخول في أرض الخراج للزراعة فإنها تشغل عن الجهاد.](الحكم الجديرة بالإذاعة :14).
وقال الإمام ابن النحاس الشهيد –رحمه الله- عن الحديث السابق: [ومعنى الحديث: أن الناس إذا تركوا الجهاد وأقبلوا على الزرع ونحوه تسلط عليهم العدو لعدم تأهبهم له واستعدادهم لنزوله ورضاهم بما هم فيه من الأسباب فأولاهم ذلا وهوانا لا يتخلصون منه حتى يرجعوا إلى ما هو واجب عليهم من جهاد الكفار والإغلاظ عليهم وإقامة الدين ونصرة الإسلام وأهله وإعلاء كلمة الله وإذلال الكفر وأهله.
ودل قوله صلى الله عليه وسلم " حتى ترجعوا إلى دينكم" على أن ترك الجهاد والإعراض عنه والسكون إلى الدنيا خروج عن الدين ومفارقة له وكفى به ذنباً وإثماً مبيناً](مشارع الأشواق : 106)
وليس المقصود من الخروج عن الدين – والله أعلم - هو الكفر المخرج من الملة كما قد يفهمه البعض فلا أحسب أن أحداً من أهل العلم يقول بأن المسلم التارك للجهاد عمداً والراكن إلى الدينا يكون كافراً بذلك، ولكن –والله أعلم- أن المعنى الإجمالي المراد هو بيان أن التخلي عن عبادة الجهاد والاشتغال بأمور الدنيا عنه يؤدي إلى تسلط العدو الكافر وتغلبهم على ديار المسلمين وإجراء أحكامهم عليهم مع محاربتهم للدين وشرائعه لما يضمرونه من الحسد والبغضاء والعداوة للحق وأهله وهذا يقود إلى شيوع الفساد وانتشار الكفر وضعف الدين وانحساره بين الناس وفي قلوبهم ومع توالي الأجيال التي لا تعرف حقاً ولا ديناً ينشأ نشءٌ على الضلال والكفر والعياذ بالله، وخير شاهدٍ على ذلك ما حصل في الأندلس التي صارت اليوم نسياً منسياً، وهذا يعني أن دفع الكفرة وحفظ ديار المسلمين ودينهم لا يتم إلا بالجهاد في سبيل الله، كما أن الحديث يدل على أن جهود الدعاة ينبغي أن تنصب على الدعوة إلى الرجوع لعبادة الجهاد وتحريض الناس عليها وأنها الباب الشرعي الذي ترجع به الأمور إلى نصابها فيعز الدين ويذل الكفر وينتشر الإسلام وينقمع الشرك، وسيأتي من كلام الإمام أبي عبد الله الحليمي ما يؤكد هذا المعنى، ومن هنا عدَّ بعض العلماء الجهاد ركناً من أركان الدين وهو حريٌّ بأن يكون كذلك كما قال الإمام ابن قاسم الحنبلي –رحمه الله- في حاشيته على الروض : [وعده بعضهم ركنًا سادسًا لدين الإسلام، فلذا أوردوه بعد أركان الإسلام الخمسة]اهـ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
كتب الله عز وجل على عباده المؤمنين عبادة الجهاد، وأخبرهم سبحانه بأنه كرهٌ لهم، فقال : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}[البقرة/216]، فالمشقة، والنصب، ومنازعة رغبات النفس، ومغالبة ثقلة الأرض التي تشدّها، والجوع، والعطش، والخوف، وإنفاق الأموال ونقصانها، وكثرة القتل، وتحمُّل الجراح والآلام، ومفارقة الأهل والديار، وزلزلة القلوب وغيرها، كلها صفات لصيقة بهذه العبادة بل هي جزءٌ منها : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرالصَّابِرِينَ}[البقرة/155]، وقال سبحانه : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[التوبة/120]
فبهذه وغيرها أصبح الجهاد (كرهاً) للنفوس التي جبلت على الجنوح إلى طلب السلامة، والركون إلى الدعة، والقنوع بالراحة، والبعد عن المخاطر، والميل إلى الإخلاد، فمقتضيات الجهاد ومتطلبات النفس غالباً ما تكون على طرفي نقيضٍ كما قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}[التوبة/38]، وقال سبحانه : {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة/24]، وقال سبحانه وتعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}[النساء/77]
فالجهاد يحتاج إلى التجرد له والنهوض بأعبائه، وتحمّل مشاقِّه، والمصابرة في أدائه، والنفس تأبى ذلك وتنحط إلى حضيض الأرض متشبثة بزخارفها، ومنكبة على متاعها، وراضيةً بزهرتها، ففي القتال أمامها الموت والأهوال، وفي الدنيا خلفها الولد والأموال، فإما أن تُرد إلى هذه أو تُشَد إلى تلك، فهي وإن كانت ما ستقدم عليه خير مما هي فيه إلا أن النفس مولعة بحب العاجل، فتريد كل شيء نقداً ولا تقبل النسيئة.
إمّا جهادٌ وإمّا ذلٌ فاختر!
ومن هنا نعلم سرَّ قول نبينا صلى الله عليه وسلم : [إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم] رواه أبو داود، وقد يُفهم من هذا الحديث أن الجهادَ يجب أن يكون المقدَّم دائماً، وليس لأحدٍ أن يتعالَّ في تركه بالاشتغال بأمرٍ من أمور الدنيا، فإن أمكن القيام بعبادة الجهاد مع الاشتغال بالزرع وممارسة البيع فذاكَ، وإلا فإن الاشتغال بعبادة الجهاد التي بها بقاء الحياة والحفاظ على الدين وحياطة حوزته هو المقدّم، قال الإمام ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- : [ولهذا كره الصحابة رضي الله عنهم الدخول في أرض الخراج للزراعة فإنها تشغل عن الجهاد.](الحكم الجديرة بالإذاعة :14).
وقال الإمام ابن النحاس الشهيد –رحمه الله- عن الحديث السابق: [ومعنى الحديث: أن الناس إذا تركوا الجهاد وأقبلوا على الزرع ونحوه تسلط عليهم العدو لعدم تأهبهم له واستعدادهم لنزوله ورضاهم بما هم فيه من الأسباب فأولاهم ذلا وهوانا لا يتخلصون منه حتى يرجعوا إلى ما هو واجب عليهم من جهاد الكفار والإغلاظ عليهم وإقامة الدين ونصرة الإسلام وأهله وإعلاء كلمة الله وإذلال الكفر وأهله.
ودل قوله صلى الله عليه وسلم " حتى ترجعوا إلى دينكم" على أن ترك الجهاد والإعراض عنه والسكون إلى الدنيا خروج عن الدين ومفارقة له وكفى به ذنباً وإثماً مبيناً](مشارع الأشواق : 106)
وليس المقصود من الخروج عن الدين – والله أعلم - هو الكفر المخرج من الملة كما قد يفهمه البعض فلا أحسب أن أحداً من أهل العلم يقول بأن المسلم التارك للجهاد عمداً والراكن إلى الدينا يكون كافراً بذلك، ولكن –والله أعلم- أن المعنى الإجمالي المراد هو بيان أن التخلي عن عبادة الجهاد والاشتغال بأمور الدنيا عنه يؤدي إلى تسلط العدو الكافر وتغلبهم على ديار المسلمين وإجراء أحكامهم عليهم مع محاربتهم للدين وشرائعه لما يضمرونه من الحسد والبغضاء والعداوة للحق وأهله وهذا يقود إلى شيوع الفساد وانتشار الكفر وضعف الدين وانحساره بين الناس وفي قلوبهم ومع توالي الأجيال التي لا تعرف حقاً ولا ديناً ينشأ نشءٌ على الضلال والكفر والعياذ بالله، وخير شاهدٍ على ذلك ما حصل في الأندلس التي صارت اليوم نسياً منسياً، وهذا يعني أن دفع الكفرة وحفظ ديار المسلمين ودينهم لا يتم إلا بالجهاد في سبيل الله، كما أن الحديث يدل على أن جهود الدعاة ينبغي أن تنصب على الدعوة إلى الرجوع لعبادة الجهاد وتحريض الناس عليها وأنها الباب الشرعي الذي ترجع به الأمور إلى نصابها فيعز الدين ويذل الكفر وينتشر الإسلام وينقمع الشرك، وسيأتي من كلام الإمام أبي عبد الله الحليمي ما يؤكد هذا المعنى، ومن هنا عدَّ بعض العلماء الجهاد ركناً من أركان الدين وهو حريٌّ بأن يكون كذلك كما قال الإمام ابن قاسم الحنبلي –رحمه الله- في حاشيته على الروض : [وعده بعضهم ركنًا سادسًا لدين الإسلام، فلذا أوردوه بعد أركان الإسلام الخمسة]اهـ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين